لازلتُ أجزُّ من حجارة دمعيِ أمنية واحدَة,
- رغمَ غيابك, وتواتر خياناتك, ورغمَ يقيني بأننا لن نعود -
أن "يا رب ...
أتساءل - ما دام السؤال بيننا قد صار مباحًا -
لمَ كان علينا أن نسلك طريقًا لن يجمعنا في نهايته ؟
ولمَ كان علينا أن نتبادل العتاب إبّان أخطائنا, و أن نتصالح بعد كل عتاب ؟ أبعدهُ قدر الإمكان عن أقربِ آهَة حزن تحاول صيد قلبه ! "
لمَ كان عليّ أن أشقَّ لك هذا القلب لترى بنفسك جريان دمه, وهتاف الكريّات الحمراء باسمك ؟
ولمَ كان عليك أن تحفر بشظية الزجاج تلك إسمينا على جذع شجرَة قضمهاَ منشارُ البلدية بعد يومين !
فقط كي تثبت لي أنّي الحب الوحيد, والأول, والأخير في حياتك؟
لمَ كان علينا أن نشقَى كثيرًا في حب نهايته ترشُّ غبار المآسي على أعيننا كي نبكي ونبكي ... دون أن يكون في حوزتناَ متسعٌ من المناديل !
لمَ كان عليّ أن أنطق بك في كل الأوقات كأنك كل الأبجدية التي تعلمتُها في كراريس المدرسة ؟
ولمَ كان عليك أن تنتعل لسانًا يزلّ كثيرًا بأسماء إناث لا أعرفهنّ,
ولمَ كان عليّ أن أختنق بالسؤال الملحّ : " من هنّ؟" دونَ أن يبلّل نعش أسئلتيِ ماءُ أجوبتك !
لاأزالُ رغم كل هذا التعب منك,
أرفعُ يديّ للباري وفي قلبيِ دعاء محموم, مسموم, مضرّجٌ بملحِ عينيّ الذيِ ابتلعتهُ كثيرًا في المرات التيِ بكيتُ فيها بسببك,
أن "يا رب ... أسعِده ولاَ تجعل نواياَ العذال تكنس من بين شفاهه تلك الإبتسامة ! "
تلك الإبتسامة ..
تلك الإبتسامة ..
صداهاَ لازال يقرعُ أبواب الحواسّ بهدوء يُغريني بالرجوع,
فقط كيْ ألمحهاَ من جديد, وأتلمّظها من بعيد,
تلك الإبتسامة !
ثورةٌ اجتاحَت فؤادي, حطّمَت أشرعة الصبر فيّ, قتلتْ صباي, وأحيَت في داخلي بالمقابل عمرًا عشته كثيرًا ... في غضون تلك الإبتسامة !
أتساءل - ما دام السؤال بينناَ لازال يحتفظُ بعافيته - ,
ما الذي حلّ بتلك الإبتسامة؟
وكم مرَّة سكبْتَها في أعين الآخرين كيْ يتذوّقوا طعمهاَ الذيِ لم أكُن أرضى أن يتذوّقهُ شخصٌ آخر سواي ؟
كم مرةً أنستْكَ إيّاي ؟
وكم مرة ... ذكرتكَ بي؟
أتوقُ لأن ألحق بقطار الأجوبة , وأن أسافرَ عبرَ وديانهاَ ولو لمرةٍ أخيرة,
فأنتَ لا تعلم ما يحدثُ في القلب حينَ تتكدّسُ فيه الأسئلة حدّ الإختناق !
وتعلم أنّ الفراق قد زادَ قلبي ضيقًا,
لكَ أن تتخيّل ... - ما دمتُ لا أشكُّ أبدًا في قدرتك على تصوّر أحزاني - ,
فأنتَ الذيِ عجنتَها بيديك, وألقيت بها في أفران الروح كيْ تخبزها على مهل .
..
لآمستنى ..