تلك الأيام التي تمر علينا مر السحاب .. على المحب الذي يحلم .. ويظل اليوم كله يترقب الحبيب .. ليفوز منه ولو بنظرة .. ترضيه كل الرضي .. وتروي ظمأ القلب .. الذي يتأجج بنار الحب .. ويصبر على أمل أن يسعده حظه بنظرة أخرى في يومه التالي .. أو بكلمة عابرة يظن أنها له .. تجعله يطير بجناحين يجتاز بهما السحاب .
إنه الحب العذري الذي يرضي بالقليل ولا يطمع فى الكثير.. حتى أن حلمه بحبيبه إلى جواره يحاكيه ويهمس إليه .. يجعله يلامس السماء بجناحين من نور .. وإن صحا من حلمه يجد نفسه كما هو .. ولكن الروح ما تزال تحلق هناك عند السماء .
إنها أيام الحب العذري .. التي نظل نحلم فيها بأشياء قد تتحقق من الحبيب .. وإن لم تتحقق يسعدنا الحلم .. والهمس الذي لم يكن إلا سراب .. أتي مع النسيم وذهب .. ولكنه نقش على صفحات الأيام قصة لا تنسي .. وكلما أتي النسيم بذكراها يجدنا كما كنا .. نحلق قرب السماء وفوق البحار .. ويحمل طائرنا المسحور .. قطرات الماء بجناحين .. لتهدأ نار القلب الذي مازال يحلم بهذا الحب .. ويحمل ذكري أيامه وسهر لياليه .
إنه الحب العذري الذي يرضي بالقليل ولا يطمع في الكثير