حاولت كثيراً أن انتزعك من ذاكرتي ..أن اجتث جذورك الممتدة الى اللامحدود في قلبي ..أن أنظف دمائي من جرثومة عشقك القاتلةِ بلا موت..حاولت كثيراً أن أجنب نفسي الوقوف في طريق عاصفتك المدمرة بلا رياح..حاولت الهروب من زنزانتك التي تحاصرني بلا قضبان ...أن اتفادى طعناتك الموجهة إلي باحتراف ..تجرحني دون دماء..وحاولت اكثر أن أخترق الخوف الذي يحتويني من صمتك الفولاذي ..أن أقاوم لحظات الضعف التي تجتاح روحي وكل جوارحي بعنفٍ لم اشهده قبلاً..
تمزقت شراعاتي في بحر حبك...ولم تسعفني مجاديف الأمل الأحمق بالوصول الى قلبك...فما عدت الجزيرة المفقودة التي سأترك منطقيتي ورائي لأبحر في المجهول لأجلها ..ولم تعد عيناك الميناء الذي تسافر عبره أزمنتي دون عودة..ولم تعد ذاك النجم الموغل في البعد ...ولم اعد الكوكب الذي سأمضي حوله في مداري دورة ماراثونية تمتد الى المالانهاية ..ثم بعد ذلك كله يبقى معتماً ليظل جحيم غرورك ونرجسيتك مشتعلا..
وجئت اليوم إليك مرة أخيرة..كي أقول لك لقد آن الاوان لتجمع كل صورك وكلماتك ونظراتك وأوراقك المبعثرة ورماد كل الورود التي أحترقت بكفيك وترحل بها عن عمري عن ذاكرتي عن شراييني..واعد الي حروف اسمي التي ضاعت بين قسماتك ..فقد نجحت محاولاتي أخيراً.