الصاحب ...الصاحب ...الصاحب ....رأى أحدهم الشمعة وهي تحترق فقال:
مالي أرى الشمع يبكي من مواقده *** أمن حرقة النار أم من فرقة العسل
فأجب من سمع الصوت:
من لم تجانسه احذر تجالسه *** ما ضر بالشمع إلا صحبة الفتل
فلكل رجل وامرأة وشاب وفتاة.. تأمل في حال صحبتك وانظر في حال رفيقك ، فالطريق طويل وشاق، فإذا وجدت الرفيق الذي يهديك إلى طريق الجنة فتمسك به ولا تدعه فلا تزال في هذه الطريق تسير في لجة مظلمة وصحراء ومجدبة، لعل الله أن ييسر لك أمر الخروج منها سالماً غانماً!
وما ذكر رفيق السوء إلا اتجهت الاتهامات وأطلقت الأبصار نحو الشباب! وكأنهم المعنيون بهذا الأمر وحدهم دون سواهم!
بل الصحبة السيئة في حق الكبير والصغير
وحتى ندفع معشر الشباب هذه التهمة عن ساحتنا وننزلها المنزلة التي نراها..لنتأمل في حال رجل عاقل كبير في السن يرجع إليه في أمور كثيرة وسيد من سادات العرب ورأس في قومه ومجتمعه مسموع الكلمة مطاع الرأي: إنه أبو طالب عم النبي - صلى الله عليه وسلم -، يقع في براثن رفيق السوء ويهلك نتيجة الصحبة السيئة! فلقد كان قاب قوسين او ادني من الاسلام حتى قال له صاحبه أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب ، وهكذا وقع في براثن الصحبة السيئة
وحتى تخرج معشر الشباب من التهمة نقول بملء أفواهنا.. رفيق السوء لا يعرف الجنس أو العمر.. إنه لص يتسلل في غفلة من القلب حتى يتربع عليه ويعشعش فيه، وعندها تبدأ خطوات الانزلاق نحو الهاوية.. فلنحذره صغاراً وشباباً وكباراً!
و صلى الله على سيدنا محمد و الحمد لله رب العالمين