كم مضي من الوقت وأنا أحاصرك في صدري ...وأنت تتخبط في دروب أضلعي .. وتحاول الفرار دون جدوي ..!
كل محاولاتك كانت عبثا .!
كم مرة مارست شغب الألوان في غيابك ، كأمير صغير .يمتطي صهوة قلبي ويرحل .!
وفي آخر المساء أحملك فوق نهر روحي وأطير بك .. أ‘بر بين كل المجرات الفضائية .!
كيف تحملت .. كل تلك السخافات التي بدرت مني .!؟
حتي جراحك القرمزية بهتت مثل قمر متعب ، وطيفك يهدهدني مداعبا نفسي .!
ولازلت أحاصرك بجنوني .!
لم أكن أعلم أن قلبي المضيء أضحي عتمة .. لاتستسيغ البقاء فيه .!
في سكنونك أتلمس أنفاسك وهي تخترق صدري مثل زورق صغير هوي وسط المحيط .!
مقبرة ذاك الصدر المهجور .!
وأنت بين قضبانه مسلوب الإرادة .
لعلك تسخط علي تلك اللحظات التي حولت حياتك إلي خريف دائم .!
وضمك الحلم الرومادي لتحمل نعشك فوق راحتي ..
وتمضي وسط أعاصير يتبعك دخان .. وفجر شاحب .!
كلما ضاقت بي الحيل تتنزه ذاكرتي بين ردهات نفسك المتخمة .!
هكذا رسمتك في حلمي .!
حتي في انهزامك كنت أعبر العالم من خلال نافذة عينيك ..!
وفوق كل الاحتمالات ..
أناوش صقيع العمر المنصرم .!
وفجأة تبدلت عيناك مثل مقعد مهجور لاتتسع لي .
حتي صدري لايتسع لبكائي .!
وأطلت نجمة شاحبة في ليلك الحالك .!
لأجمع أحلامي المتناثرة ...
ماعاد ممكنا أن أستعيد اللحظات اليتيمة ..!
في عبق الليل ..!
وحين تغتسل السوسن بدموع الوجع ..
يتدلي مصباح الصمت ..
تزعم أن لون الألم غدا أبيض .
رغم حدة الألم غدا أبيض .
رغم حدة الألم الذي استوطن العذابات بداخلي .
سأستمر في تصديق الأكذوبة .
التي حبست نفسي في شرنقتها أمدا طويلا .!
* * *