بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.
ان الحديث عن المرأة ودورها في الحياة الانسانية بشكل عام لايمكن حصره في بحث أوبحوث , فالمراة نصف الحياة ونصف المجتمع , لانها نصف الانسان وجزء الرجل المتمم في كل مجالات الحياة , والمراة انما تسهم بشكل اساسي في بناء الانسان بعد وقبل ان يولد وبعد الولادة وبعد النضج , فالانسان الطفل قبل الولادة يترعرع في احشائها وبعد الولادة يتغذى بحليبها وتشمله رعايتها , ولولا سهر الام وتربيتها له وأحاطتها له بعنايتها , لايمكن له أن يستمر بالوجود
ولذلك جعل الله تعالى الام مناسبة لهذا الدور من حيث التركيب والوظيفة ,وهذه ليست صفة نقص بل هي صفة كمال , لان كمال المراة يكمن في كونها امرأة , ويكمن في كونها ام ومربية بالاضافة للادوار الاخرى ,والتي ستمر علينا انشاء الله من خلال البحث ,كما ان الرجل كماله في كونه رجل كما فطره الله تعالى لذلك , أما اذا صار هنالك تزاحم في الادوار وتعدى كل منهما على وظيفة الاخر فسوف يحدث الارتباك وتعم الفوضى كما هو حاصل في وقتنا المعاصر , فان الخلل الذي وقع في مجتمعاتنا المعاصرة, ناتج من خلال اظطراب الادوار وعدم اداء الوضائف بالشكل الذي اراده الله تعالى خالق هذا الخلق وواضع القانون المناسب له والذي يصلح شأنه.ثم ان المراءة تقوم بدور مهم الا وهو تربية ذلك الانسان اليافع رجلا كان أو امرأة فتغدق عليه من حنانها وادابها وتقواها , ان هي اعدت نفسها اعدادا رسالي وفق المشروع الالهي والمنهج الرباني, ولذا قيل : الام مدرسة اذا اعددتها اعددت جيلا طيب الاعراق .
وذلك لان الطفل الصق بها وأقرب ومنها أسمع لانه يرى فيها الرحمة والحنان , وتعطي كل ذلك له مجانا دون الانتظار لاجر منه او مقابل, وهو يدرك ذلك بالوجدان والفطرة , ثم انها الاخت والبنت والزوجة , ولكل من اولائي مكانة بحسب عنوانها , فاي عاقل ومنصف يتنكر لهذه الادوار , ولا يراد لذلك برهان أو حجة لاقامة الدليل , لانها ليست دعوى بل هي حقيقة فطرية ووجدانية ولذلك جاء الاسلام العزيز ليعطي للمراة دورها الذي سلب منها وينبهها عليه ,بعد ان لوثه المتطفلون على مر العصور , حيث جعلوا من المرأة كالمتعاع الرخيص يباع ويشترى , ولم تحض المرأة بمكانة مثل التي حضيت بها في الاسلام على طول حياة البشرية , لان الدين الاسلامي جاء ليصحح كل ما وقع من انحرافات في الديانات السابقة وتعديات على الصعيد الانساني ,وكذلك جاء خاتما لها ليكون هو القانون الشامل الذي يغطي كل حاجيات الانسان ومتطلباته على كافة المجالات والاصعدة . فالرجل اذا افتخر أنه صنع كرسيا من خشب او الة من حديد فالمراة لها كل الفخر بان اعدته نفسه , اي هو الانسان , والحديث يطول لوبسطنا الكلام ,الااننا سوف نكتفي بذكر ايتين كريمتين نجعلهما مفتاحا لبحثنا المتواضع , والذي احببت ان اقدمه هدية متواضعة للام والاخت والبنت والزوجة , وكل امراة لابد وان تكون اما واحدة من هولاء او بعضها او كلها ولها الفخر بذلك ولها منا كل الاحترام والتقدير والشكر , فرعاها الله تعالى اما واختا وبنتا وزوجة , وكان الدافع لكتابة هذه الكلمات هو ما رأيناه وللاسف , في هذا العصر ما يسيء للمراة ولما يحط من كرامتها ومكانتها لاسيما في المجتمع المسلم , والذي يؤسف اكثر من ذلك ان بعض النساء صدقن ذلك , وهذه هي من مكائد الشيطان ومن مصائده التي يوقع بها بني ادم وننسى قول الباري عز وجل : ((ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا)). صدق الله العلي العظيم , واخر دعوانا ان الحمد له رب العلمين وصلى الله على محمد واله الطاهرين