Nay°° عضو جديد
عدد المساهمات : 17 نقاط : 49 تاريخ التسجيل : 01/02/2011
| موضوع: ~ صـلـة الـرحـم ~ الإثنين فبراير 07, 2011 5:18 am | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الحمد لله خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً, أحمده سبحانه واشكره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, أحاط بكل شيء خبراً ، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمد عبده ورسوله أعلى الناس منزلة وأعظمهم قدراً..,
♥♥♥
في زِحام الحياةْ وكثرة مشاغل الدنيا وَ الجهل الكثير في عُلوم الدينْ وسُننه والتهاون العظيم في تطبيق سنة نبينا عليه الصلاة والسلام
أبعدتنا كُل البعد عَن أحبابنا وقرابتنا ومن وجب علينا صلة رَحمهم ,
قال عليه السَلام " إن صلة الرحم محبة في الأهل مثراة في المال منسأة في الأثر" وصححه الألباني في صحيح الجامع 1/570 ,
و أردت اليوم أن أتطرق للحديث عَن سنة فاضلة ومَنسيٌّ فضلها ألا وهي ( صلة الرحم ) .
♥♥♥
المعنى الإجمالي
صلة الرحم تعني : الإحسان إلى الأقربين وإيصال ما أمكن من الخير إليهم ودفع ما أمكن من الشر عنهم.
وقطيعة الرحم تعني :عدم الإحسان إلى الأقارب, وقيل بل هي الإساءة إليهم.
♥♥♥
حُكمها
لا خلاف أن صلة الرحم واجبة في الجملة, وقطيعتها معصية من كبائر الذنوب,
وقد نقل الاتفاق على وجوب صلة الرحم وتحريم القطيعة القرطبي والقاضي عياض وغيرهما.
♥♥♥
الاستشهاد والأدلة عن ما وَرد عن صلة الرحم وقطعها
من القرآن الكريم :-
* أمر الله بالإحسان إلى ذوي القربى وهم الأرحام الذين يجب وصلهم فقال تعالى " وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ" (البقرة)
* قال تعالى " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً " (النساء)
♥♥♥
من السُنة :-
- عن أبي أيوب الأنصاري- - أن رجلاً قال للنبي : أخبرني بعمل يدخلني الجنة . فقال النبي : " تعبد الله،ولا تشرك به شيئاً،وتقيم الصلاة،وتؤتي الزكاة،وتصل الرحم" البخاري-الفتح3(1396) واللفظ له ، ومسلم .
- عن أنس بن مالك_ _ قال : قال رسول الله : "من سرهُ أن يبسط له في رزقه ، ويُنسأ له في أثرة فليصل رحمه" البخاري الفتح10(5986) ومسلم 2557 .
ـ وقال رسول الله " ثلاثة لا يدخلون الجنة مدمن خمر وقاطع الرحم" رواه أحمد .
♥♥♥
كيفية صِلة الرحم
على كل حال نقول إن الرحم القريب أولى بالصلة من البعيد ,
وَ تختلف الصلة بحسب حاجة الموصول وحسب قدرة الواصل, فإذا كان الموصول
محتاجاً لشيء ما وأنت تقدر عليه فإنك تصله بهذا الشيء, كما تختلف الصلة
بحسب قرب الرحم منك وبعده عنك فما تصل به الخال قد يختلف عما تصل به
أبناء عمك.
تكون الصلة بِـ الزيارة , الاستضافة , تفقدهُم والسلام عليهم , توقير كبيرهم والترحم على ضعيفهم
إنزالهم منازلهم التي يستحقونها وإعلاء شأنهم, مشاركتهم في أفراحهم بتهنئتهم ومواساتهم في أحزانهم بتعزيتهم ,
عيادة مرضاهُم , إتباع جنائزهم , إجابة دعوتهم , سلامة الصدر نحوهم , الدعاء لهم في ظهر الغيب .
♥♥♥
منْ مَظاهر عدم صِلة الرحِم ْ
* عدم التزاور بين الأرحام فربما مضت الأيام والشهور والسنون ولم ير الأرحام بعضهم بعضاً.
* عدم مشاركة الأرحام أفراحهم وأحزانهم.
* عدم الإهداء إما بخلاً وإما اعتقاداً بأن الموصول ليس بحاجة وأنه ربما يفهمها خطأ
بأن هذا ما أعطاه إلا لأنه رأى عليه آثار الحاجة, ومعلوم أن الهدية تجلب المودة وفي الحديث : " تهادوا تحابوا "
* عدم الصدقة على المحتاج من الأرحام
* عدم وصل الأقارب إلا إذا وصلوه, وهذا في الحقيقة ليس واصلاً وإنما هو مكافئ
في الحديث الذي أخرجه البخاري (5991) " ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها".
* عدم دعوتهم إلى الهدي وعدم أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر.
* الإساءة إلى الأرحام بالقول أو الفعل.
وغيرها الكثير من المظاهر .
♥♥♥
أسَبَابْ عَدم صِلَة الرَحمْ
1 : الجهل بفضل صلة الرحم وعاقبة قطيعتها.
2 : ضعف الدين وبالتالي يزهد بالثواب على صلة الرحم, ولا يأبه للعقاب على قطيعتها.
3 : الكِبر: بأن يكون غنياً أو آتاه الله منصباً رفيعاً أو جاهاً عريضاً فيستنكف أن يبادر هو بصلة رحمه.
4 :التقليد للوالدين: إذ ربما لم ير من أبيه أنه يصل أقاربه فيصعب على الابن وصل قرابة أبيه, وكذلك بالنسبة للأم.
5 :الانقطاع الطويل, فعندما ينقطع عن أرحامه وقتاً طويلاً يستصعب أن يصلهم ويسوف حتى تتولد الوحشة بينهم ويألف القطيعة.
6 :العتاب الشديد فبعض الأرحام عندما تزوره يبدأ بمعاتبتك لماذا لم تزرني لماذا ولماذا حتى يضيق الزائر بذلك ويحسب للزيارة الأخرى ألف حساب.
7 :الشح والبخل: فقد يكون غنياً ولأنه يخاف أن يطلب أرحامه منه شيئاً يتهرب عنهم.
8 : التكلف عند الزيارة: وهذا يضيق به المتكلف والمتكلف له.
9 : قلة الاهتمام بالزائر: وهذا عكس السابق والخير في الوسط.
10: رغبته عدم إطلاع أرحامه على حاله: فبعض الأغنياء يخرج زكاته إلى الأباعد ويترك الأرحام ويقول إذا أعطيت الأرحام عرفوا مقدار ما عندي.
11 : تأخير قسمة الميراث: مما يسبب العداوة بينهم وربما اتهم كل واحد الآخر وأنه يريد أن يأكل من الميراث وهكذا.
12 : الانشغال بالدنيا مما يجعل الإنسان لا يجد وقتاً للوصل.
13 : الخجل المذموم: فتراه لا يذهب إلى رحمه خجلاً منه, ويترك التزاور والصلة بزعمه إلى أن تحين مناسبة.
14: الاستغراب والتعجب الذي يجده الزائر من المزور, فبعض الأرحام عندما تزوره دون أن يكون هناك مناسبة للزيارة كعيد أو وليمة تجده وأنت تسلم عليه مستغرباً متعجباً من زيارتك ينتظر منك إبداء السبب لزيارته وربما فسر زيارتك له بأن وراءها ما وراءها, وهذا يولد شعوراً عكسياً عند الزائر.
15 : بعد المسافة بين الأرحام مما يولد التكاسل عند الزيارة.
16 : قلة تحمل الأقارب وعدم الصبر عليهم, فأدنى كلمة وأقل هفوة تسبب التقاطع.
17: نسيان الأقارب في دعوتهم عند المناسبات مما يجعل هذا المنسي يفسر هذا النسيان بأنه احتقار لشخصه فيقوده هذا إلى قطع رحمه.
♥♥♥
فوَائِدْ صِلَة الرَحم
- صلة الرحم سبب لصلة الله للواصل في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة: "إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ من خلقه قالت الرحم هذا مقام العائذ بك من القطيعة قال نعم أما ترضين أن أصل من وصلك واقطع من قطعك قالت بلى يا رب قال فهو لك" رواه البخاري واللفظ له 5987 ومسلم
- صلة الرحم سبب لدخول الجنة في الحديث المتفق عليه عن أبي أيوب الأنصاري أن رجلاً سأل رسول الله عن عمل يدخله الجنة ويباعده من النار فقال : (( تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم )) رواه البخاري 1396) ) ومسلم (13) .
- صلة الرحم امتثال لأمر الله قال تعالى : (( والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب)) الرعد (21).
- صلة الرحم تنفيذ لوصية النبي في حديث أبي ذر أنه قال : (( أوصاني خليلي أن لا تأخذني في الله لومة لائم وأوصاني بصلة الرحم وإن أدبرت)) مجمع الزوائد 8/154 وقال رواه الطبراني في الصغير والكبير ورجاله رجال الصحيح غير سلام بن المنذر وهو ثقة.
- صلة الرحم تدفع ميتة السوء عن علي قال: قال رسول الله (( من سره أن يمد له في عمره ويوسع له في رزقه ويدفع عنه ميتة السوء فليتق الله وليصل رحمه)) رواه عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند وصححه أحمد شاكر, وجود إسناده المنذري في الترغيب والترهيب 3/335, وانظره في مجمع الزوائد 8/152, 153.
- صلة الرحم تثمر الأموال وتعمر الديار عند أحمد ورجاله ثقات عن عائشة ا: (( صلة الرحم وحسن الجوار أو حسن الخلق يعمران الديار ويزيدان في الأعمار)) رواه أحمد 6/159 , وانظر فتح الباري 10/415 , والترغيب والترهيب 3/337.
- أن الرحمة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم : رواه البخاري في الأدب المفرد قال الطيبي يُحتمل أن يراد بالقوم الذين يساعدونه على قطيعة الرحم ولا ينكرونه عليه, ويحتمل أن يراد بالرحمة المطر وأنه يحبس عن الناس بشؤم التقاطع .(فتح الباري 10/415).
♥♥♥
منْ الأسباب المُعينة على صلة الرحم
1- معرفة ما أعده الله للواصلين من ثواب وما توعد به القاطعين من عقاب.
2- مقابلة الإساءة منهم بالعفو والإحسان وقد سبق الحديث الذي في مسلم (( لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهير ما دمت على ذلك )) .
3- قبول اعتذارهم عن الخطأ الذي وقعوا فيه إذا اعتذروا.
4- التواضع ولين الجانب.
5- التغاضي والتغافل: فلا يتوقف عند كل زلة أو عند كل موقف ويبحث لهم عن المعاذير, ويحسن الظن فيهم.
6- بذل ما استطاع من الخدمة بالنفس أو الجاه أو المال.
7- ترك المنة عليهم والبعد عن مطالبتهم بالمثل.
8- الرضا بالقليل من الأقارب, ولا يعود نفسه على استيفاء حقه كاملاً.
9- فهم نفسياتهم وإنزالهم منازلهم.
10- ترك التكلف بين الأقارب.
11- عدم الإكثار من المعاتبة.
12- تحمل عتاب الأقارب إذا عاتبوا واحملها على أنها من شدة حبهم لك.
13- عدم نسيان الأقارب في المناسبات والولائم.
14- تعجيل قسمة الميراث.
15- الاجتماعات الدورية.
16- اصطحاب أولادك معك لزيارة الأقارب لتعويدهم على الصلة ولتعريفهم بأقاربهم.
17- حفظ الأنساب والتعرف على الأقارب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : (( تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم )) رواه الترمذي وحسنه وصححه الألباني في صحيح الجامع 1/570.
♥♥♥
أسَأل الله العَليّ العظيم أَنْ ينفَعني وإياكم بما قُلنا وما سَمعنا وأَن يَجعلهُ حجةً لنا لا عَلينا واللهُم اغفر لنا ولوالدينا ولإخواننا المُسلمينْ مَا ظَهر منا مِنْ زَللْ وخطأ وتقصير , رَبنا آتنا في الدُنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عَذاب النار .. وَ صلى الله وسَلم على خَير المُرسلينْ . | |
|
الاميرة جودي عضو نشيط
عدد المساهمات : 607 نقاط : 795 تاريخ التسجيل : 26/01/2011
| موضوع: رد: ~ صـلـة الـرحـم ~ الإثنين فبراير 07, 2011 6:04 am | |
| | |
|