قالوا حبيبتي في بلدها مريضة
فليتني كنت الطبيبَ المداويا
لعلها من حرارة قبلتي مرضت
وما كان حبي إلا حانيا
وقلبي غارق في دمائِه
يفيضُ بالألم فيض السواقيا
وكل شيء بلله الدمع مني
والمطر هطل كأنه من البواكيا
وكأن قلبي كمركب يكاد يغرق
ولو كان فوق الماء طافيا
ففي كل ّ يوم ٍ هجر ٌ وفراق
بلا رحمة ٍ فقضى العمر باكيا
ألامي لا تحيطها كلمات
فليت شعري كيف يدرى ماهيا
وكأس هواي فاض الدم منها
كلون الزهر أصبح قانيا
فليتني بيني يديها ملكة
وأنا حاني َالرأس جاثيا
ولو أمرت جنديا بطعنة بالقلب
أو آخر بالسُم لي ساقيا
فهي ملكة بين النساء
وأصبحن لديها جواريا
أناديها ولا تسمع صوتي
وقلبي الأسير يسأل أين هي؟
بكيتها بملء الدموع حاضرا
فهل يبقى حكمها علي ماضيا
عودي حبيبتي لحياتي وأعيدي
قلبا لك علي بالحُبِّ حانيا
ما زال وجهك بالجمال طافحا
وبريق عينيك ما زال بالشمس آتيا
إن لم تعودي عن هجرك
فأهلا بالموت صاحبا وشافيا
فما أنا من دونك إن رحلتي
وما الموت والحياة إلا تساويا
لا أصدق قلبا كقلبك
يغدو كالسيف ماضيا
بل قلبك شلال حب تحدر
ماؤه عذب لا يكون إلا صافيا