أين هم ؟ أولئك المشاعل.......
أين هم ؟ القائلون بأحوالهم وأفعالهم قبل لسانهم ......
الداعون إلى الله بصدقهم وصفائهم قبل كلماتهم وعظاتهم
أين هم ؟ القائدون للأمة إلى دروب الحق بتلألئ الفجر وطهر النسيم ......
أين هم ؟ المبلغون للناس الخير بحرقة الملتاع وشفقة الأمهات .......
أين هم ؟ رهبان الليل وفرسان النهار ...........
من تعالج أكفهم في النهار معاول العمل وسيوف الجهاد
وترتفع في الليل تلك الأكف ساعات مفتوحة بالتضرع والمناجاة .......
أين هم ؟ من تستيقظ عيونهم في النهار لعمل الخير ودروب الإصلاح
وفي الأسحار تذرف تلك العيون دمعات الخشية والمحبة والالتجاء .....
أين هم ؟ من أشغلهم القرآن عن قرير النوم
وأرقهم الموت عن الرقاد فهجروا الفراش.......
تجافت جنوبهم ...... تيقظت قلوبهم ........ تألقت أرواحهم .... أنسا بصلة الحبيب وطمعا في كرمه وغفرانه ......
لَكَمْ فقدناهم ؟؟؟ أولئك الدعاة ... العلماء ... المجاهدون .....
وخلف من بعدهم خَلْف أكثروا الكلام وأطالوا الجدال وتمحلوا في المراء .....
هجروا ساحات العمل وأحيوا موائد الخصومات والخلافات ........
بضاعتهم في العلم مقفرة .... لكن كلامهم يسطر مجلدات !!!!
خشيتهم لله ضامرة .... ويدعون الناس إلى الدين والخوف من الله !!!!!!!
صلتهم بكتاب ربهم مقطوعة ... إلا من ترديد آيات لا تجاوز الألسنة وهي من القلوب بمعزل بعيد !!!!!
لا تعرفهم الأسحار بقيام ......... ولا الهواجر بصيام ...........
لا يذكرون الله إلا قليلا ..... وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى متثاقلين
ويل للأمة من هؤلاء الذين يفرقون ولا يجمعون ..... ويشتتون ولا يوحدون ..... ويفسدون ولكن لا يشعرون...
فهم تصدروا المجالس وأموا المحاريب وارتقوا المنابر وتزخرفوا بالشهادات .... والقليل منهم من يدرك جهله ويعرف حقيقته
فكيف يصلح من يفتقر إلى الإصلاح؟ .... وكيف يداوي من أنهكته الأدواء ..؟؟؟؟
فيا شباب الدعوة والإسلام ليكثر عملنا وليقل كلامنا
لنحيي الليالي ونغتنم الأسحار
لندعوا إلى الله بفعالنا وصلاحنا وأحوالنا
دعوا عنكم لحوم العلماء
أغفلوا عيونكم عن زلات الأخرين وليكن همنا صلاح أحوالنا ودعوة من حولنا.....