البعض نحبهم ، نمنحهم إذن الاقتراب منا ، والقرب كما قيل لي يوماً خطير . والقرب كما أعلم أنا" مثير " ، البعض لهم هذه السلطة على التآمرعلينا / بنا ، لهم هذه القدرة على تغييرنا نحوهم / نحونا ، نحو الغد أو نحو الأفضل ، لا يهم . ربما المهم هنا هو أن يملك بعضهم شفرتك الخاصة التي لا تملكها أنت من الأساس وتكون ممتناً لهذا الذي تفقده لكي يمتلكه البعض . البعض نحبهم فنكون لهم حين لم نكن يوماً لنا ، يكون النبض لهم ، الروح لهم ، الفكر لهم ، وكأن الحواس فجاة تجندت للبعض فهل هذا لا يكفي ؟ هل هذا لا يدل على كلمة من حرفين إن أهملت ذكرها بالكلمات ضجت كل الأفعال تفسرها !
أنا لا أفهم كيف حين يعلو صوت القلب حين نراهم ، أو حين تستقر الروح المرهقة المسافرة دوماً لمرة واحدة داخل كف تلامس كفهم ، أو حين أكون حاضرة ملء التواجد بالفعل بالإحساس أكون مطالبة بقصر هذا الاهتمام وهذا التواجد بجملة إسمية إن حددتها بمبتدأ وخبر أحرقت الحروف شوقاً واندماجاً وانسجاماً ب البعض - الذين نحبهم - !! لا أعلم للغة هذه القدرة على احتمال اللهيب حين أحترق ، فليقترب أحدهم هنا ليمنحني كلمة تحتمل الشوق كما يحتملهما هذا المرهق جهة الشمال الذي من لوعته لا يشير إلا لهم / لبعضهم / للذين نحبهم ،أو ليصمت للأبد .
البعض نحتاجهم ، لكن في صمت ، ربما لأن الصمت صاخب جداً حين يقرر أحدهم أن يسمعه ، وحين يستحق أحدهم أن يلجأ إليه ، ربما لا وقت أملك كي أتكلم ، كي أرفع صوتي ، كي أسمعك أني أحتاج إلي / معك ، أحتاج إلى أن نكون بعضاً نحبهم معاً ، لأن الليل حين يأتي بوحدة أو بألم - وكلاهما سيان - يسرق الكلمات لو تعرف ، ويسرق الدمع ويسرق من داخلنا الإنسان ، فمن هذا الذي يملك القدرة على تحدي الوقت أو كسر الألم أو تبديد الوحدة أو التربيت على كتفي ذات ليل أو ذات دمع ؟
البعض نحبهم ، لكن يفصلنا بعد الكون ، كون ، ومسافات ، ومسميات لو جئت أفسرها بعد كل هذا العمر وحدي : فشلت . لأني أعلم أني حين أحب أتيح مكاناً للبعض بجانبي ، لأني أعجز عن فهم الحب والاهتمام في وردة تحتضرحين قطفتها وحدك / لي ، ولم تتح لنا فرصة أن نزرعها معاً / لنا ، فتبقى ونبقى ونستمر، والاستمرارية شيء أفهمه تماماً حين تكون أبسط تفسيراته وجودك .
البعض نحبهم حين يأتون بوجه صديق ، حبيب ، أعمق من هذا أو أقرب ولكن حين تحتاجهم ودون نداء ، فأين أنت وأين هذا البعض ؟
اختر أن تحب بعضهم بعنف أو أن يحبك بعضهم بعنف ، وكلاهما مر وكلاهما في البعد قهر .