يا قلبي ..
كم غرقتَ في بحار جهل ..
لو عرفتَ قدره ما عصيته ..
لو علمتَ بطشه ما خالفت أمره ..
لو رأيتَ شدة العذاب ما استسغت طول الغياب ..
لو عاينتَ صنعه بالعصاة والمجرمين لاستقمت على الطريق دون عون من رفيق.
لو .. لو .. لو .. وما تنفعك «لو» بعد هجوم الموت ونزول القبر!!!
""من رغب في خاتمة حسنة يختصه الله بها فليصنعها بيده من الآن""
وتسألونني: كيف؟ أنا أقول لكم كيف..
ليضع كل واحد منكم نصب عينيه خاتمة خاصة يدعو الله أن يتوفاه عليها، ثم يبذل في سبيلها أكثر عمره، وتملك عليه عقله، وتتشرَّبها روحه، وأيقنوا إن فعلتم بالكرم الإلهي والجود الرباني، وترقَّبوا موتتكم كما خطَّطتم، فما هي غير مسألة وقت!! قد علمتم أن الموت ليس منكم ببعيد، بل أقرب إلى أحدكم من حبل الوريد، فلك أن تتخير أخي من الخواتيم ما تشاء:
• تريد الموت داعيا وأن يبعثك داعيا فلتسلك نفس الطريق، ولتملك عليك الدعوة شغاف قلبه، وتحتل أولى أولوياته، ولتطلِّق في سبيلها كافة أعذارك.
• تأمل الموت ذاكرا فليلهج لسانك بالقرآن صباح مساء تاليا حافظا قائما.
• تود أن تقضي شهيدا فعش سيرة الشهداء واقرأ اخبارهم وحدِّث نفسك بالحور المنتظرة لك على شوق، وقدِّم المهر عاجلا لا تتوان!